اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://groups.google.com/group/alhham?hl=ar
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا
مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ).
سورة القصص، آية 5 - 6.
اللهم إنا نبرأ إليك من فعل وصنيع هؤلاء الفراعين الصغار وقادتهم وأتباعهم ومن أمرهم أو شاركهم أو رضي بجرائمهم!!
اللهم أحصهم عددا! وأهلكهم بدداً .. ولا تغادر منهم أحداً ..
وسلط عليهم يا جبار يا منتقم سيف انتقامك .. وأسقهم من طينة الخبال .. واشف صدور المؤمنين منهم!
اللهم ارحم شهداءنا! ..واجبر كسر ضعفائنا ..
وصبّر آباءهم وأمهاتهم وأبناءهم وأزواجهم..
واشف مرضانا ..
وعوض إخواننا المفرج عنهم .. وزد في حسناتهم ..
وفك أسر أخواننا المأسورين في سجون في كل مكان ..
اللهم ثبتنا وإياهم على الحق ولا تعرضنا وإياهم للفتن!
اللهم آمين..
http://www.youtube.com/user/AbdulzahraAlameri (YouTube Channel)
عصام عامر - فيديو: احمد بدراوي -
جلسة استماع مدتها قرابة خمس 4 ساعات متواصلة، عقدتها 6 مراكز حقوقيه بالإسكندرية وهي "الشهاب لحقوق الإنسان، وضحايا لحقوق الإنسان، والنديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومركز نصار للقانون والمحاماة وحقوق الإنسان، وجمعية بلدي لتنمية الديمقراطية، وجمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان"، مساء أمس، لكشف خبايا سلخانات التعذيب داخل السجون ومقار أمن الدولة في عصر الرئيس "مبارك" السابق, حكا فيها عشرات المعتقلين طريقة اعتقالهم، وأشكال التعذيب التي ذاقوها خلال 20 عاماً متواصلة في المعتقل دون تنفيذ حكم قضائي واحد لصالحهم، رغم ما يملكونه من عشرات الأحكام, قصص مروعة لضحايا التعذيب والاعتقالات ترويها "الشروق" لأول مرة في السطور التالية.
بداية كل من يتحدث كان يقسم بالله على أن كل كلامه صحيح ولا يشوبه كذب أو تضليل، وتعرفنا خلال الجلسة أن من أسوء ما عانوا منة خلال السجن هو "أن رئيس مباحث سجن أبو زعبل قام بحرق المصاحف، وأمر المعتقلين بالسجود لصورة مبارك والطواف حولها، فضلا عن أمر المعتقلين بالارتواء من مياه ترعة الإسماعيلية, واغتصاب 5 مساجين قبل إضرابهم عن الطعام حتى ماتوا, ناهيك عن استشهاد قرابة 80 مسجون جراء عمليات التعذيب التي سنتعرف عليها تباعا.
الدكتور "محمد" نجل دكتور عمر عبد الرحمن، المعتقل حالياً في سجون أمريكا منذ 20 عاما، قال إن والده من علماء الأزهر الشريف وحصل على دكتوراه في الدعوة, وكان متميزا في دراسته وكان ترتيبه المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الشهادة الابتدائية، والأول على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية, وحصل في الجامعة على مرتبة الشرف، كما حصل على درجة الامتياز في الدكتوراه, ناهيك عن أنة من العلماء القلة الذين يصدعون بالحق.
وأضاف "محمد" أن والدة عمل على فضح الأنظمة الفاسدة دون أن يرضخ أو يرضى قبول مساومات الحكومة المصرية ونظام مبارك، وهو ما اعتبره النظام جريمة في حقه, لأنة كان يصدع بالحق, وعرضوا عليه منصب مشيخة الأزهر ودار الإفتاء, إلا أنه كان دائماً يقول كلمته المشهورة "إن المناصب تحبوا تحت أقدامنا.. ونحن ندوسها بنعالنا".
وقال "محمد" منعوا والدي من التدريس في جامعة أصول الدين, فتفرغ لفضحهم, وكان يناشد بالشعارات التي خرج بها شباب مصر في ثورة 25 يناير الناجحة "التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية"، ملمحا إلى أنه تم تلفيق عشرات القضايا لوالدة, ولكن قضاء مصر الشامخ والذي لم يلوثه النظام "الفاسد" برأه من جميع التهم التي حاولوا إلصاقها به.
وفجر "محمد" مفاجأة، بأن والده تعرض لعملية اغتيال من قبل الأجهزة الأمنية المصرية في عام 88، فأثناء خروجه من مسجد "على النور" فوجئ بإطلاق النار عليه وسط سحابة القنابل المسيلة للدموع, ولأن العناية الإلهية أنقذته من عملية الاغتيال، وضعوه تحت الإقامة الجبرية عاما كاملاً: منذ 1989 وحتى 1990، وكان لا يخرج من منزله إلى للصلاة في المسجد, وحاول أن يسافر إلى أداء "العمرة" ولكن السلطات المصرية منعته أكثر من مرة.
وأضاف "محمد" والدي علم أن النظام يحيل بينه وبين طريقه الدعوى, فسافر إلى السودان ثم طاف بلدان عديدة لنشر الإسلام فيها والسنة النبوية, وأنتهي به المطاف في أمريكا, وعمل بالدعوة الإسلامية فيها حتى صار يعرفه أغلب الإسلاميين في أمريكا, حتى أن قناة الـ CNN أجرت معه حواراً كاملاً, وقال فيه أن حسنى مبارك "قاتل الأبرياء ومعتقل ومعذب الشباب".
وواصل "محمد" القول بعدها قام نظام مبارك "بفبركة" قضية لوالدة عام 92 وهو يقيم في أمريكا وتم الحكم عليه 7 سنوات غيابيا, وبعد أن تم القبض علية في أمريكا, وجهوا له اتهامات عدة، منها "التحريض على جرائم العنف والاغتيال, والتحريض على نسف المباني العامة في نيويورك, والتآمر والتحريض على اغتيال "مبارك" أثناء زيارته لنيويورك.
وأضاف "محمد" ورغم أن والدي "كفيف" لُفقت له تهمة تدريب أفراد على صناعة المفرقعات, وحُكم علية في كل هذه الاتهامات بالسجن لمدة 385 عاماً, أي "مدى الحياة"، مع العلم أن القاضي الذي حكم علية كان يهودياً، والقانون الذي حوكم به كان استثنائياً ولم يطبق في أمريكا الحرب الأهلية أي قبل 200 عاما.
وأشار "محمد" أن والدة قضي حتى الآن 18 عاما في زنزانة "انفرادي", ولم يراه أحدا منا منذ ذلك الحين "ممنوع عنة الزيارة", ولم نسمع صوته سوي ربع ساعة شهرياً عبر مكالمة هاتفية, رغم إصابته بكثير من الأوبة والأمراض بسبب الإهمال الطبي، وأصبح قعيداً بعدما تفحمت أحدى قدماه، لإهمال علاجها من مرض السكر، وفضلاً عن أنه "كفيف" يجبرونه علي غسل ملابسه بنفسه ويقوم بتنشيرها.
وواصل "محمد" استنجدت بجميع شيوخ الأزهر "زملائه" حتى يتحركوا لإنقاذه, ومنهم "سيد طنطاوي" شيخ الأزهر والذي رحب بي وقتها, وقال لي "والدك كان صديقي في الدراسة.. ونعم هذا الرجل", فارتسمت علامات الفرحة علي وجهي, وقلت له أطلب من أمن الدولة السماح لوالدي بأن يتم ترحيله "بطلب رسمي" إلى السجون المصرية, فقال "يا أبنى متلجأش لحد غير ربنا.. إحنا ندعيلوا أحسن".
وأضاف "محمد" وبعد سنوات ذهبت للشيخ أحمد الطيب عندما تسلم منصب شياخة الأزهر, فقال لي "والدك من الشيوخ القليلين الذين يصدعون بالحق", وأضاف سأجلس مع المستشارين القانونيين وبإذن الله نشوف حل, ثم ذهبت إلي رئيس جبهة علماء الأزهر فقال "يا أبنى كلنا جبناء.. ووالدك كان من الشيوخ القليلين الأحرار.. وصدقني مفيش في أدينا حاجة نعملهالة"، وحتى الآن لا أحد يحرك ساكناً في قضية, مناشدا الرئيس الأمريكي أوباما بالقول "إن كنت كما تدعى أنك تبحث عن الحريات فلماذا ما زلتم محتجزين والدي".
وواصل "محمد" القول "عندما رحل نظام مبارك, تقدمت إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بطلب لمخاطبة أمريكا وترحيل والدي ليقضي باقي عقوبته في سجون مصر رغم براءته ومعنا ما يثبت ذلك, لأن المسئولين في أمريكا مرحبين بترحيل والدي, ولكن مباحث أمن الدولة هم من يرفضون أن يعود إلى مصر, دون مجيب، فأرسلت لهم طلباً آخر منذ أسبوع كي يموت والدي علي ارض مصر ويدفن في ترابها الذي حُرم منه سنوات عديدة لا لشيء وإنما لأنه كان يقول كلمه حق في وجه سلطان جائر، وحتى الآن لم يصلني الرد منهم.
مجدي عثمان قضى من 17 عاماً من حكم "مبارك" في السجن, يقول دخلت السجن في ريعان شبابي وكان عمري 28 عاماً وخرجت وعمري 45 عاماً, وخلالها لم أرى زوجتي وأولادي أو أمي المريضة بالسرطان، رغم امتلاكي 10 أحكام قضائية ببراءتي وتعويضي 4 آلاف جنية عن كل عام سجن من الـ 17 عاما. وعما عاشه في سجن أبو زعبل قال عثمان "كانت إدارة السجن تأتى لنا بمياه رائحتها كريهة من ترعة الإسماعيلية، ولا يطيق أحد أن يشمها أو يقترب منها ويجبرونا علي شربها, ودعانا ذلك إلي أن نضعها في زجاجات ثم نأتي بالقماش في محاولة فاشل "لتصفيتها" مما كان عالقا فيها من "شوائب وطين", وعلى الرغم من ذلك كنا نشربها حتى نعيش، ولم يفلح ذلك في أن يسقط منا "شهداء" داخل السجن لأن معدتهم كانت لا "قذارتها".
المخبرون يملأون الزنزانة بمياه المجاري!!:
وعن شكل الزنزانة قال "عثمان" ليس بها كهرباء أو "حمام" ولا تري الشمس، وكانت "الصراصير والحشرات" تملئها, وكنا نقضى حاجاتنا في أكياس، ونتيمم لنصلى, وكل صباح نواجه تفتيش من إدارة السجن ويسمى "تفتيش مصلحة" وخلاله كان الضباط والمخبرون يدخلون علينا ويخرجونا من الزنازين ويديرون وجوهنا للحوائط, ثم يأتوا بمياه المجاري ويملئوا بها الزنزانة, وهو ما لم يمكنا من الصلاة أو النوم لنجاسة ورائحة المياه العفنة.
سقطت أسنانهم من قلة الملح:
وكشف "عثمان" عن وسائل جديدة للتعذيب داخل السجون، قائلا "علي مدار الـ 17 عاماً لم نأكل أي طعام به ملح, حتى فقدنا الكالسيوم من أجسادنا فأصبحنا ضعفاء ووقعت جميع أسنانا, وحرمنا من الشمس, وأصيب الكثير منا بتشنجات وصرع, وكان أي حدث يحدث خارج السجن سواء مظاهرات أو خلافة كُنا نعذب بسببه, لدرجة أن الدماء كانت تنزف من أجسادنا يومياً".
مجدي زكي محمد اعتقل 17 سنة، حاصل على ليسانس حقوق وإجازة في تعليم القرآن الكريم، والذي اعتقل عام 1990 فقد روي "الضابط الذي ألقى القبض عليا قال لي تعالي عايزينك نصف ساعة وهترجع لبيتك بالسلامة", فقضيت لديهم 17 عاما، ورجعت لبيتي عام 2007, وحتى الآن لا أعرف ماذا صنعت ولماذا تم اعتقالي كل هذه الفترة على الرغم من أنني حصلت على مئات الأحكام القضائية الواجبة للإفراج عنى ومعي صور تلك الأحكام.
وابدي "مجدي" حزنه علي 17 عاماً ضاعوا من عمرة في سجون مبارك, قائلا: "وبعدها أي عقب الثورة التي أطاحت بمبارك وحبيب العادلي, نفاجئ بتعيين محمود وجدي رئيس مصلحة السجون عن تلك الفترة وزيراً للداخلية, مطالبا بالتحقيق معه حيث كان شاهدا على تعذيبهم, ودفن مئات الشهداء من المساجين في عهدة, بعد تدهور حالتهم الصحية حيث كانوا لا يذيقون سوي "الفول، والأرز، والخبز" لمدة 17 عاماً.
وأقسم "مجدي" بالله أنة لم يذق خلال فترة اعتقاله سوي "الفول، والأرز، والخبز", بعد رفض تناول اللحوم التي كانت تقدم لهم مرة واحدة كل "خميس"، وكان السجان يأتي لهم بالطعام ويضعه على الأرض دون أطباق, وكنت أخرج من وجبة العدس الواحدة عندما أقوم بتنقيتها على الأرض ما يزيد عن 25 دودة, متسائلا: "هل هذه مكافأة اللواء محمود وجدي الذي أخشى أن يحول مصر إلى سجون كبيرة كـ "أبو زعبل، وليمان طره، والعقرب" الذي مات في زنازينه المئات من شباب مصر "اليافع".
وأضاف "مجدي" بصوت حزين "أنا لفيت سجون مصر كعب داير"، وقضيت عام في سجن الاستقبال, وآخر في ليمان طره، وكنت أنا أول سجين يدخل سجن شديد الحراسة "أو ما يسمي "بالعقرب" بعد افتتاحه شهر6 عام 1993, بعد أن نقلت إلية في حملة تأديبية لسجن "أبو زعبل" وقضيت فيه 12 عاماً "حبس إنفرادي" ودون زيارة.
الاعتداء الجنسي حتى الموت!!:
وواصل "مجدي" القول "كنا 47 معتقل سياسي, توفي مننا 8, وأتذكر اسم الضابط "السفاح" وليد فاروق النادي, والذي تولى تعذيبنا، وكان يشترط علينا أن نتجرد تماماً من ملابسنا, كما كنا لا نصلى لأن عورتنا متكشفة, وكانت إدارة السجن تعطينا "بدله خيش" كل عام، ولعدم وجود ملح في الطعام أدى إلى نقص الكالسيوم والـ 47 معتقل فقدوا أسنانهم، ثم بكى عندما تذكر موقفاً, فحكي "أنا كنت في عنبر خمسة "زنزانة انفرادي", وضابط السجن فتح الزنزانة وطلب مني دخول الزنزانة المجاورة وطلب من زميلي فك الإضراب عن الطعام، وعند وصولي إلية وجدته ملقى على الأرض "عاراً" دون ملابس وطلبت منة معرفة سبب الإضراب عن الطعام، قال طلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني "منوم", وقام ضباط السجن بإدخال الجنائيين ليعتدوا عليا جنسياً, فقررت أن أضرب عن الطعام, وأثناء حديثة فارق الحياة، مضيفا كما أتذكر "خالد كمال أبو المجد" الذي توفى أيضاً اضرب عن الطعام حتى الموت أيضا بعدما اعتدوا عليه جنسياً.
مات هو على الجردل أثناء قضاء حاجته!!:
وسرد "مجدي" عدد من أسماء المعتقلين الذين استشهدوا داخل السجون وقال "أتذكر أحمد عبد الرحمن الذي كان يعانى من مرض البواسير وظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, بعد الاعتداء علية من قبل وليد فاروق ضابط أمن الدولة, وأشرف إسماعيل رئيس مباحث السجن، ورأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في "بطانية" إلى ثلاجة الموتى، أما الشهيد "حسن محمد إبراهيم", فقد مات من شدة التعذيب, وكذلك "مجدي عبد المقصود", ولا استطيع أن أنسي الشهيد "نبيل على جمعة" الذي مات وهو جالس على الجردل أثناء قضاء حاجته, وكذلك الشهيد "أحمد عبد العظيم" الذي توفى عام 1997 من شدة التعذيب في السجن, وكان الشهيد "يوسف صديق باشا" في الثلاثينات من عمره ومن شدة التعذيب كان يقضى حاجته على نفسه حتى مات.
الضابط يأمرهم بالطواف حول شجرة وعليها صورة لحسني مبارك!!:
وعن جرائم الضباط ذكر أن رئيس مباحث السجن أشرف إسماعيل, كان يقول لنا "لو الواحد حبس حمار كان مات", فرد عليه أحد المعتقلين "إحنا معانا كتاب ربنا", فقام "المجرم" بجمع المصاحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل, مشيرا إلي أن جرائم "لضابط" لا يتخيلها عاقل, فكنا قرابة 100 معتقل في التأديب يجمعنا, ويقول طوفوا حول هذه الشجرة وقولوا لبيك اللهم لبيك, وكان يأتي بصورة حسنى مبارك ويقول لنا أسجدوا تحتها, فاعترض أحدنا فقتله, وسجد الباقين من هول التعذيب، ناهيك هن مشاهد لا استطيع أن أحكيها لأن بها أحداث "مقززة", ورغم ذلك قام الرئيس مبارك بإعطائه وسام شرف في إحدى أعياد الشرطة.
مدرب حراس مرمى النادي الأهلي الضابط أحمد سليمان كان يعذب المعتقلين:
وأشار "مجدي" إلى أن الضابط أيمن طاهر كان يلعب مصارعة، ويأتي بالمعتقلين ليتمرن فيهم كل يوم, كما أن الضابط باسل حسن، وعلاء طه، كانوا يمارسون التعذيب علينا، وأخيرا طالب بضرورة حل جهاز أمن الدولة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين, وقال: سأقوم برفع قضية على الضابط "المجرم" على أحمد سليمان "مدرب حراس مرمي النادي الأهلي" الذي كان يمارس علينا أشد ألوان التعذيب.
الضابط يأمرهم قولوا: مبارك أكبر .. جمال أكبر!!!:
خلق الرأس وشعر الصدر والحواجب!:
محمد إسماعيل عبد الغنى "لا يعلم عدد مرات اعتقاله"، قال "تم اعتقالي منذ عام 81 ثم "خرجت ودخلت" السجن عشرات المرات، أخرها بعد مقتل السيد بلال, وبعد أن رحلونا إلي سجن الوادي الجديد وفي يوم دخل علينا ضباط السجن ومنهم "مجدي الفار، ومحمد السعيد" أثناء الصلاة وأجبرنا على الخروج منها، قائلين "عايزكم تصلوا وتقولوا "مبارك أكبر.." و "جمال أكبر.." وأخذ يضحك ويستهزأ ونحن نبكي، وفي مقر أمن الدولة "بلاظوغلي" كنا نصلى الظهر "بالغمايه" وعند قيام أحدنا بنزعها, وجدنا واقفون على شكل دائرة نصلي وجها لوجه, وذكر أيضا أن الحلاق كان يدخل الزنزانة ويحلق لنا "رأس وذقن وصدر وحاجب " وبعدها نضرب بمواسير حديد.
المشي على أربع عراة والتسمي بأسماء النساء!:
وعن أشكال التعذيب التي تتنافى مع الآدمية قال "إسماعيل" كان الضباط "يمرحون" بنا ويجبرونا على أن نمشي على أربع ونخرج كما يخرج البعير "عراة" بلا ملابس, ثم يأمرونا بتغيير أسمائنا لأسماء "إناث" وطلب منى تغيير أسمى إلى "أنثي" فاخترت "حذيفة", فظن أنها أسم أنثى فتركني، وواصل أتذكر الضابط مدحت محمد عندما قال له احد المعتقلين ويدعي محمد أسامة "شقيقي" ضابط فرد عليه أنت وأخوك والحكومة "و...." هسجنكم بنفسي.
شهادة صديق الشهيد سيد بلال:
هيثم إبراهيم الصديق المقرب للسيد بلال وقام بغسله، روي وقائع جديدة حول ملابسات قتله حيث قال"أن السيد بلال استشهد في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة، وتم بعدها نقله إلي مشرحة كوم الدكة, وعندما علمت أسرعت إلى المشرحة، ووجدت الشهيد في كيس ففتحته وقمت بتصوير أماكن التعذيب التي تعرض لها السيد, وعندما شاهدني أحد المخبرين "كتفني" واعتدى على بالضرب.
وواصل "إبراهيم" القول "حضر الغسل معي ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية، وخالد شلبي رئيس المباحث, وشاهدت بعيني سحجات في رأس السيد بلال مكان مشابك الكهرباء نتيجة التعذيب, بالإضافة إلى طعنات تحت كتفه وفى فخده وفى رجلة و تقدر بـ50 غرزه, بالإضافة إلى أن عورته كانت متورمة تماماً, وعلمت من أصدقاء "بلال" الذين اعتقلوا معه أن عددهم كان 23، وجميعهم محتجزون في بمديرية الأمن القديمة قبل حرقها وأن "بلال" وضعوه الضباط على سرير التعذيب الكهربائي لمدة 12 ساعة متواصلة حتى فارق الحياة.
قال الضابط: الرمة ده لازم يدفن دلوقتي!:
ورغم بشاعة كل ذلكم قال لنا الضابط خالد شلبي "الرمة ده لازم يدفن لدوقتي.. ولو مش هتدفنوه, إحنا هندفنه في مدافن الصدقة" وبطريقتنا, أكد "إبراهيم" علي أن خالد شلبي وناصر العبد وقيادات أخرى بمديرية الأمن لا زالت حتى الآن تتصل بأسرة " السيد بلال" وتهددهم بخطف "نجله" بلال الأصغر, ولفت إلي أن ضابط من المديرية اتصل بشقيق "السيد بلال" قبل بدأ جلسة الاستماع وقال له لو حضرتها ستعود إلى المنزل ولن تجد أبن أخيك.
هيثم أبو خليل مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان بالإسكندرية، عقب علي الجرائم البشعة التي ارتكبها "زبانية" مبارك ضد شباب مصر داخل السجون، بالقول إن عصر مبارك كان استدعاء لعصر حمزة البسيوني فكما تم توثيق عصر سجون السادات، لا بد وأن نوثق جرائم السجون في عهد مبارك, وطالب الحضور بتأليف كتب عن ما جرى في السجون المصرية وأنواع وأشكال التعذيب وما هي سلخانات التعذيب, وطالبهم بالدخول على الـ "فيس بوك" ليقوموا بفضح كل المتورطين في جرائم التعذيب, مشيراً إلى أن سجن "العقرب، والوادي الجديد، وأبو زعبل، وطره" أشد قسوة من سجن "غوان تنموا".
قائمة العار لضباط التعذيب!:
خلف بيومي مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان بالإسكندرية، أعلن قائمة "العار" من ضباط الداخلية المتورطين في التعذيب وكان في مقدمة هذه القائمة السوداء: "اللواء محمود وجدي ـ وزير الداخلية، واللواء محمد إبراهيم مدير أمن الإسكندرية السابق وخالد شلبي، وناصر العبد، وخالد سعد، ومجدي الفار، ومحمد السعيد، وطارق إسماعيل، وباسل حسن، وعلاء طه، ومحمد أبو حتيتة، ووائل الكومي، ومحمد صبري، ومحمد التهامي، وإبراهيم النجار، وأحمد المجبر، ومعتز العسقلاني، وهيثم صبحي".
محب عبود مدير جمعية بلدي لتنمية الديمقراطية بالإسكندرية، قال إن امن الدولة يتصرف مع الشعب وكأنة "تنظيم سري"، مؤكدا علي ملاحقتهم، حتى انتزاع الحقوق، ولفت إلي أن المعركة معهم لم تنته بعد، مطالبا بإعادة الصف الحقوقي لمواجهة القتلة، والذين لاحقونا في السجون وسنلاحقهم أمام القضاء.
* جريدة الشروق المصرية بتاريخ 2 مارس 2011م
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?ID=400022
نَحنُ الثُّوار سَبَق أَنْ أَقسَمنَا أَنْ نَموت كُلّنا الوَاحِد بَعدَ الآخَر ، وَلا نُسلِم أو نُلقِي السِّلاح
إنَّني أُؤمِن بحَقّي في الحُرّية وَحَق بِلادِي في الحَياة ، وَهذَا الايْمان أقوَى مِن كُلّ سِلاَحيُــمكُنهُم هـَــزِيمَتنَا ..! إذَا نجَحُـوا بـِـــ اختِراقِ مَعْ ــــنَويّاتِنا
إنَّ الظُلمَ يجعل مِن المَظلوم بَطلاً ، وَ أمّا الجـَـرَيمة فَلابُدّ مِن أنْ يـَـرتجِف قَلب
صَاحِبها مهما حَاولَ التَّظاهُر بالكِبريَاء ~ عُمَر المُختَار
.✿.
Amal
كاللَّيثِ تُسحَبُ فِي حَدِيْــدِكَ بينَهُم ~ وَلأَنْتَ أثْبَـتُ فِي اللِّقاءِ جَنَانَا
كَم مَــرَّةٍ زَحَفُــوا عَليْـكَ بِجَحفلٍ ~ يَكسـُـو الجِبَـال وَيملأُ الوِديَـانَا
فَــ فَللــتَ جَيشَهُـم العـظِيـمَ بِقُــوَّةٍ ~ جَـبـّارَةٍ لا تَعــرِفُ الإِذْعـَـانا
يا عُصبَـة الطُليَانِ مَهـــلاً إِنَّنَا ~ عَـربٌ كِــرامٌ لَـــنْ تَضِيـعَ دِمَانَا
لَنْ تَستَرِيحـُوا بِثَأرِنـَا أَبـَداً وَلَنْ ~ نَنْسَى وَإنْ طَالَ الـزَّمَانُ حَمانَا
لقد استمعت الى جوانب من خطاب القذافي الأخير حيث وصف شعبه العربي الليبي
قاهر الطليان بالجرذان وهددهم بالاعدام ان لم يتراجعوا عن المظاهرات فهل
يعقل مثل هذا التصرف الأرعن بعد اثنين وأربعين سنة من الحكم باسم الثورة
الشعبية والتقدمية ومواجهة القوى المعادية للأمة العربية والدعوة للوحدة
العربية أبعد كل ذلك تنتهي يا قذافي الى دموي ونيرون العصر وحجاج بن يوسف
القرن الواحد والعشرين .لقد تذكرت خطابك في شهر جوان عام 1981 والذي
استمر لأكثر من ثلاث ساعات على اثر قصف الكيان الصهيوني للمفاعل النووي
العراقي وقتها وقد عبرت وقتها عن كل ما نريده كجماهير عربية وقتها وأفرغت
منا شحنة الغضب التي امتلأت في صدورنا وقتها فكيف تتحول بعد كل ذلك الى
معتوه وأخرق لا يحسن حتى الكلام في مواجهة شعبه هل تريد بهذا الكلام أن
يستجيب لك أبطال ليبيا بالتهديد والوعيد وهم الذين كانوا يقيدون أنفسهم
بالسلاسل في مواجهة الطليان فهل ستخيفهم زبانيتك التي أجرتها لهم من
أدغال افريقيا بأموال النفط العربي الليبي الذي تسرقه وأبناءك والمقربين
منك .
ما ستقول للعالم بعد أن انكشف نفاقك ومتاجرتك بالقضايا العربية وخاصة
فلسطين حيث موقفك المخزي اسراطين أي القبول بالتواجد الصهيوني على أرض
العرب وماذا ستقول للتاريخ بعد أن تخلى عنك معظم ديبلوماسييك وأعوانك حتى
وزير داخليتك الذي كنت تخطط لاعدامه انقلب عليك وانضم لأحرار وثوار ليبيا
الأشاوس
ماذا ستقول لبقية جنودك الذين فروا بطائراتهم وسفنهم من أوامرك الداعية
لهم لقتل شعبهم ومنهم من دمر طائرته ولم يقبل بقتل شعبه كما تفعل أنت
ألا تعي الدرس جيدا من هؤلاء الأحرار .
أين النظرية العالمية الثالثة والكتاب الأخضر هل احمر الآن بفعل الدماء
الغزيرة التي سالت لتبقى على كرسي الحكم أين أنت من الأمانة على القومية
العربية التي تدعي أن عبد الناصر قد استودعك اياها يقول لك كل العرب
الشرفاء من المحيط الى الخليج أنت مزور وخائن لهذه الأمانة وأن الأمين
الحقيقي على القومية العربية هو الشعب العربي في ليبيا الذي يثور ضد
ثورتك المضادة لتطلعات الجماهير العربية التي تلعنك صباح مساء ولم تعد
تثق بك ولا بأبنائك حتى سيف الاسلام ظهر ألعن منك وبناء عليه فان
الجماهير العربية حسمت أمرها فيكم من زمان ولترحلوا الى مزبلة التاريخ.
القذافي يسقط الآن كما سقط سابقوه بن علي ومبارك فالشعوب اذا ثارت فانها
لن تتوقف حتى تكنس البلاء المسلط عليها وذلك هو قدر شعبنا العربي حيث
تسلطت عليه حثالات من سقط المتاع من الحكام الفاسدين والمستبدين فلا بد
من التخلص منهم وان شعبنا العربي دفع ويدفع الثمن باهظا من أرواح أبنائه
ولكن نحتسبهم شهداء في أعلى عليين المهم لن يكون في السلطة غير الشعب
العربي الذي قرر قرارا ثوريا لا رجعة فيه بالتخلص من أدوات الحكم
الديكتاتورية وعلى رأسها نظام القذافي الدموي مسيلمة العصر واقامة نظام
ديمقراطي تراعى فيه ارادة وكرامة الانسان العربي الذي يسعى للتغيير
الايجابي وتحقيق أهدافه في الوحدة والحرية والكرامة وتحرير فلسطين
والعراق من الاحتلال الأجنبي وبقية أقطار الوطن العربي من الحكام
الفاسدين وانها لثورة عربية شاملة حتى النصر حتى النصر باذن الله تعالى .
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
GMT 5:30:00 2011 الأربعاء 2 مارس
أخاطبك بكل الحرص والحب فأنت في عمر بناتي..
أخاطبك من حديقة اللاعنف، وبستان زهور المقاومة السلمية الإنسانية، والنصح الأخوي؛ فقد بدأ الربيع في تفتيح أكمام شقائق النعمان والأرجوان والبقوسيا في ربى الجولان.ادخل التاريخ واكتب اسمك في الخالدين
لست حالما فهذه حقيقة وجودية، من تبدل المناخ العالمي، وهي كذلك في التاريخ تأتي مثل ملك الموت بدون وعد وميعاد.
سوف تذوب كل الثلوج مع نسمات الربيع المنعشة في الغوطة ودمر وصلنفة والدرباسية وعامودة والقامشلي وخان عسل.
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما فشارك في حفلة الربيع.
العالم العربي كله يختلج مثل أول حركات الجنين في رحم التاريخ.
لنجعل من درس سوريا معراجا ونبراسا ونمشي إلى حقل التغيير بدون قطرة دم واحدة؟
وأنت سيكون من أول المبشرين بالجنة.
لقد ورطوك في الحكم وأنت طبيب مثلي تختص بأجمل الاختصاصات طب العيون، والآن جاء دورك لفتح عيون الأكمه وتشفي بإذن الله من انفصال الشبكية في العمل الاجتماعي.
قال النبي العدنان لأبي ذر عن الحكم إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة.
كان القرآن يذكِّر دوما بمن سبق أنها آية، مثل آيات القرآن..
أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين خلوا من قبل دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها
لقد رأينا نهاية اثنين من الطغاة..
والثالث يترنح كالسكران يهذي ويرى مثل الأحول الخط خطين، والطريق المستقيم مائلا؟؟؟..
والرابع يهذي..
والخامس بهت فلا يعرف ما ينطق؟
ولن تقف العاصفة في مكان .. وليست سوريا بمعزل.. والعالم يراقب ولن يسمح بقتل المتظاهرين سلميا وبين السوريين والخروج أقل من شعرة؟
هل يمكن أن نرى قانون التاريخ ولا نكرر ما قاله كل الطغاة في التاريخ كما تكرر على لسان تشاوسسيكو وسيف الإسلام بدون سيف:أنا لست مثل غيري؟؟
والله يقول على لسان أهل الكتاب
بل أنتم بشر ممن خلق ... قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟
هل يمكن أن تدخل التاريخ وتكتب اسمك فعلا هذه المرة إلى الأبد إلى الأبد، وتكون فعلا قائدا أبديا على القلوب وليس عروش المخابرات..
عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام
لنطوي صفحة الماضي
تقدم بجرأة واعتذر لأهل حماة عن تدمير نصفها براجمات الصواريخ؟
صدقني سيصدقونك .. ويغفروا .. ونبدأ صفحة الحب والتسامح والغفران.
يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا.
اعترف بمجزرة تدمر كما حصل في سجن بوسليم في ليبيا وليعترف أيضا الطرف الآخر أنه أيضا أخطأ فكلنا نشرب من نفس العين الحمئة ونسقي زرعا فاسدا؟
أصدر قرارا بإخراج الحر هيثم المالح الطاعن في السن الذي سجن من قبل ثمان سنين عددا أطول من سنين يوسف العجفاء من أجل ثماني كلمات في الحرية، وكل المعتقلين السياسيين، وقم بحملة تنظيف للسجون ولتأتي محطات الكون لترى ربيع سوريا الفعلي؟
انهي مهزلة طل الملوحي..
وكن كريما شجاعا وتقدم إلى التاريخ وسوف يكون الناس معك صدقا وعدلا
الغي قرار العار 49 الذي يحكم بالإعدام على من ينتسب لتنظيم ما ولنعود إلى شرعة القانون، قرار مثل هذا قد يلف شوطه على عنق أي واحد، وأي تنظيم، بمن فيه من هم في أعلى الهرم آمنون؟
فمع قانون الطوارئ لا أمن لقطة وطير ويعسوب وحشرة.
ولكل أمة جعلنا شرعة ومنهاجا
كن بطلا حقا وارفع قانون الطوارئ المخيف الذي لا يستبق أحدا بمن فيهم أنت على رأس السلطة.
صدقني إن الجلوس على الكرسي لذيذ، ولكنه قد يتحول إلى كرسي إعدام؟؟
وكل مكان للجلوس مريح إلا أسنة الرماح؟
هل يمكن أن تدخل حياتك العائلية بدون خوف وضغط دموي يفجر شرايين القحف ويورث الخرس والشلل؟
دعنا نحول سوريا إلى حديقة غناء بهجة للناظرين، ولنعط العالم درسا عن رقي هذا الشعب وعراقته وعبقريته وحضارته.
إن الشعب السوري واللبناني خاصة ـ أزعم ولو أغضبت البعض ـ أنها من خيرة الشعوب العربية نظافة ودأبا وأدبا ورقيا وتهذيبا وتعليما.
ولكن وفي ظل الاختناق السياسي تراجعت سوريا نصف قرن، وهو ما اعترف به نفس رجال الأمن السياسي عندك، عندما حققوا معي في قضية ترجع الى عشرين سنة للخلف، لا تستحق النظر، من امرأة طلقها زوجها وأرادت الانتقام منه فكتبت أسماء ثلاثين أنهم كانوا يلوكون ألسنتهم بالسوء على القائد الأبدي كذا؟ ولا أبدية إلا لله الحي القيوم.. فمنهم من اعتقل ومنهم من طلب للفلق ومنهم من فر ومنهم من أهين..
وأنا أضاعوا لي 17 يوما من إجازتي أتنقل فيها بين الفروع الأمنية والبيروقراطية الجهنمية؟
كيف يكتب على هذا الشعب النبيل الراقي هذا الذل الطويل والخوف القاتل والتيه مثل تيه بني إسرائيل أربعين سنة محشورا في براد الحزب القائد والرأي الواحد والصحافة الصفراء العوراء، فيمشي في هذا النفق من الاستبداد بدون نور يلوح في آخره ..
نحن دعاة اللاعنف كنا أول من دشَّن جسر الحرية في العالم العربي، فأخذوا منا واستفادوا من هذا العلاج، والثورات التي نجحت طبقت هذا اللقاح فلم يسري لها سعار العنف الذي ابتليت به سوريا؟
ومنذ ثلاثين سنة أنا ودعاة اللاعنف في سوريا ليس لنا شغل إلا التبشير بهذا الوحي الجديد..
هل يمكن أن تنهي عهد الصحافة الواحدة والحزب الواحد والقائد الأوحد؛ فتقرع باب التاريخ، ويهرب الكذابون من حولك وتحاط بالصادقين والحواريين الأثني عشر..
هل يمكن أن تقتبس من اسمك المملوء بالخير والبشارة كما في تكريز الإنجيل (البشارة Evangelium) موعظة فتبشر بعهد جديد يا بشار؟..
صدقني إن لم تبشر وأنذرت ونسيت؛ فإن التاريخ لا ينسى ولا يغفل ولا تأخذه سنة ولا نوم..
وقل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى..
لا يشترط أن تضرب في وقت واحد فتكسر عشرة أصنام، ولكن ابدأ كما بدا محمد عليه الصلاة والسلام فاكسر الصنم الأول أشارة لبدء عهد التوحيد..
وليكن رفع قانون الطوارئ أول الأصنام فهو من سيكسر السد الأمني ومعه إمبراطوريات المخابرات والاعتقالات ..
في القرآن قصة معبرة عن أهل مدينة انقسمت ثلاث فرق بين من ارتكب الحرام، ومن حذر، ومن قال لا فائدة من الموعظة؟؟
فماذا كانت النتيجة؟
لنسمع للسبع المثاني والقرآن العظيم..
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لايسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون..
وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ؟؟
قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون..
فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون..
فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين..
صدقني نحن دعاة اللاعنف لا نريد أن يموت أحد أو يخدش ..
نريد ولادة الإنسان المحرر من علاقات القوة في كل الأرض..
نريد نهاية الفيتو الدولي مركز الشرك العالمي الذي يعيق ولادة العدل في العالم يشرف عليه رهط من المجرمين.
صدقني وانظر أمامك ولا تقل كما قال ابن نوح سآوي إلى جبل يعصمني من الماء
قال الرب على لسان نوح لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ..
وحال بينهما الموج فكان من المغرقين
لا نريد لك الغرق صدقني.. فدعاة اللاعنف لا يفرحون بموت أحد ولا يشمتوا بغرق ثاني.. إن قلوبهم مملوءة بالحب للجميع بمن فيهم أنت من ورطوك في الحكم وهي مصيبة..
لقد غرق بن علي فكان شقيا
واليسوع يقول أول كلماته في المهد وهو ينطق بمعجزة:
ولم يجعلني جبارا شقيا
فلا تكن معه
لقد هلك المبارك بدون بركة فلم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا..
فلا تكونن مع الأذلين أو تحشر مع فرعون وجنوده أجمعين..
اقبل بقلب سمح وقبل التراب السوري وعفر جبينك فيه تواضعا لله وأدعو السلاميين اللاعنفيين ينصرون ثورتك الجديدة كما فعل من قبل أخناتون؟
وإليك هذه القصة من التحولات عن الملك السفاح آشوكا وهي تذكر بقصة يونس في القرآن فنجت المدينة من الهلاك
إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم العذاب
كن إذا رسول رحمة ويونس الأمة السورية ؟
ما الذي قلب حياة الملك آشوكا فحوله إلى فيلسوف رحمة؟
ما هو السر في تغير حياة الملك آشوكا من سفاح إلى رسول رحمة؟
ومن هو هذا الرجل المثير في التاريخ؟
في عام 273 قبل الميلاد، اعتلى عرش الهند الملك المسمى (آشوكا فارذانا)، وكانت مملكة عريضة، تضم كل الهند الحالية، ماعدا مناطق التاميل في الجنوب، بالإضافة الى بلوشستان وأفغانستان.
وكان ملكاً جباراً يحكم بالحديد والنار مثل سائر الطغاة في التاريخ، ومما فعله أنه بنى سجناً رهيباً شمال العاصمة، أطلق عليه الناس (جحيم آشوكا)، وكانت تعاليمه أن من دخله لا يخرج منه حياً. حتى جاء ذلك اليوم الذي نقل له السجان خبرا غريبا عن راهب بوذي جاءت الأوامر بإلقائه في وعاء من الماء يغلي، ولكن الوعاء أصبح بردا وسلاما عليه!!
هكذا تقول الأسطورة فهرع الإمبراطور ليطلع على أمر الراهب؛ فوجد الأمر حقيقة، فلما أراد الانصراف، منعه السجان بقوله تعليماتك يا سيدي ننفذها حرفياً؛ فمن دخل خرج ميتاً، ولن تشذ أنت عن القانون!!
هكذا تقول الأسطورة، وهي خلاف المعهود، فولا تحول البشر إلى آلات تنفذ الأوامر، ما حكم الطغاة يوماً؛ فهم لا يحكمون بذراعهم بل بالبشر الآلات!!
تقول الرواية أن آشوكا حدق في السجان بعجب وغضب، ثم أمر أن يلقى في القدر المغلي فمات مسلوقاً مثل الدجاج.
ثم إن الملك رجع الى قصره وهو يفكر بعجائب تصريفات الأحداث؛ فلم ينم ولم يخرج عليه الصبح إلا والرجل قد انقلب على رأسه، في تفكيره وتصرفاته، فلم يعد المنتقم الجبار بل الرحيم الودود الغفور المنان!!
وفي تقديري أن تحول هذا الإنسان، يمكن أن يدرس من الناحية التاريخية والنفسية، وأنا لا أستبعد أن تكون المرأة هي من حولته، فهي خزان الرحمة.
وهو يذكرنا بتاج محل والأميرة المحبوبة، وكيف فقد الملك عقله حين ماتت، فمات بعدها، ولم يعرف أحد بالقصة لولا الأثر والتحفة البديعة التي خلدت قصة ممتاز محل وتاج محل.
وخالفني في هذا من قال أن ما غير آشوكا لم تكن امرأة، ولكنه الجندي الذي تجرأ أن يلزمه بالقانون في أرضه وفي نطاق تجبره وطغيانه!!
رجل واحد تجرأ أن يقف في وجه طاغية ، غيَّر ما بنفسه من الخوف من الطاغية فغير الله به الطاغية ثم غير البلاد والعباد.
والله أعلم ،ولكن ليس مثل المرأة أثرا في الرجل ، ولا مثل الحب دواء لقسوة القلوب ، ومنه حب الله عند الصوفيين. قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.
وما فعله هذا الملك المتحول ـ ونتمناه لكل حكام العالم ولكن هيهات لما توعدون ـ فأمر أول شيء بهدم سجن الجحيم، كما فعلت الثورة الفرنسية مع سجن الباستيل، ثم أصدر أوامره بالكف عن الحرب بتاتاً، وبدأ في حملة بناء المدارس والمشافي، بما فيها مستشفيات للحيوانات!!
وهكذا انتقلت الرحمة وعمت من السماء إلى القطط والكلاب والخيل والقبائل والأنام، وهكذا كفت طبول الحرب عن القرع، ونطق القانون كما يقول المؤرخ (ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة) .
واعتنق الملك مبدأ الطريق ذو الحكم أو (المراحل الثمانية) التي تقول كما جاء في كتاب (الحكماء الثلاثة) لـ (أحمد الشنتاوي) إن هذا الطريق يتألف من المراحل التالية:
(الآراء القويمة، والأهداف الصحيحة، والقول السديد، والأفعال الصالحة، والمعيشة الصحية، والمجهود المكافئ، والذاكرة بتركيز ملائم، والتأمل الباطني) وكلها في الذكر الحكيم بكلمات مثلها أو شبهها.وهذه المراحل تؤدي الى التنوير الكامل.
وبدأ الملك الفيلسوف يعيش ببساطة، وبنا 48 ألف مركز ثقافي تعبدي للبوذيين، وأرسل اعتذارا عجيباً لقبيلة (كالنجا) عن الحرب والسلب التي بدأها معهم، وأعاد إليهم أراضيهم، وعوضهم عن خسائرهم .
لم يصدق الناس عيونهم؟ هل يمكن أن يتحول الإنسان الى ملاك؟ بل أفضل فلولاه ما أسجد له ملائكته!
وفي الواقع كان آشوكا قد أنقلب جذرياً، وآمن بالسلم وسيلة لحل المشاكل بين البشر، وكف عن شن أية غارة أو حرب مع الجيران أو داخل بلده.
وبدلاً عن ذلك بدأ بنشر تعاليم الرحمة، وأوصى موظفيه أن يعاملوا الناس بالحب والمرحمة، وأن يعاملوهم مثل أبناءهم.
وأبرز ما ترك هذا الرجل، هو الذكرى العطرة في التاريخ، كما أن الفضل في نشر البوذية من سيلان الى اليابان، هي من أثر هذا الرجل شاهداً على أثر السياسة في المذاهب.
والله أنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس.مع تمنياتي للحميع بحياة مليئة بالحرية والعزة والكرااامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق