إلى الذين يحنون إلى عهد حكم البعث
لماذا كل هذا الحقد على البعث ؟
حسن الخفاجي
|
في مقال سابق كتبت: ان البعث هو من جاء بصدام ،وجاء بالحرس القومي وقادتهم عام 1963 ، وجاء بناظم كزار ، وأبو طبر ، وعلي كيمياوي ، وبرزان ، ووطبان ، وسبعاوي ،ومحمد حمزة الزبيدي ، وجاء بمجاميع القتلة الصغار ، وبمنظمات القتل،( فدائيي صدام) وغيرهم ، وليس صدام ،أوغيره من هؤلاء هم من جاءوا بالبعث ،متى يعرف من يريد السماح للبعث الدخول في العملية السياسية أن الشعب العراقي بشر وليسوا فئران تجارب !؟ ليجربوا البعث عليهم مرة أخرى !.
أما يكفينا مجازر ترتكب منذ عام 1963 للان ؟
لمن يتباكى على النضام البعثي ،أقول :خذوا هؤلاء كي يقيموا نظاما بعثيا بدولكم،
أو أن تسمح السعودية اوقطر بالعمل الحزبي على أراضيها ، كي نسامحها على تدخلها في قضايانا.
لمن سألني لماذا كل هذا الحقد على البعث ؟علية ان يحصي المقابر الجماعية ،وأعداد من قتلوا في حروب البعث ،وغيبوا ،ومن ذابوا في أحواض التيزاب، ومن قطعوا في (المثارم) ،وأعداد من سجنوا ،ومن اعتقلوا ،ومن فقدوا ،ومن عوّقوا .
عليه أن يعود لخارطة العراق ويعرف مساحته ،حينما استلم البعث السلطة عام 68 ليعرف كم خسرنا من الأراضي العراقية نتيجة لحروب وهبات صدام.
علية أن يعرف كم كان في خزينة العراق من فائض نقدي حينما استلموا السلطة ، وما هو حال الخزينة بعد سني حكمهم وكم بلغ مقدار الديون ،
على من يريد ان يعرف حجم الدمار الاقتصادي ان يعرف قيمة الدينار العراقي عندما استلموا السلطة كان الدينار العراقي يساوي 3.3 $ ,وبعد هروبهم كان الدولار الواحد يساوي(3280) دينار .
العراق كان يعيش اكتفاء ذاتي من في اغلب المحاصيل الزراعية ،وكان العراق يصدر بعض المحاصيل والمواشي، وأصبح العراق يستورد كل شيء في زمنهم .
استلموا الحكم وأغلب أراضي العراق صالحة للزراعة ،وأصبحت اغلب أراضي العراق غير صالحة للزراعة .
كان العراق يكتفي مما تجود به الأهوار من الثروة السمكية ،جففوا الاهوار ليصبح العراق يستورد السمك .
كنا نصدر التمور وأصبحنا نستوردها
كان شباب وعوائل العراق المترفة يذهبون في سفرات خارج العراق ،وأصبح العراق مرتعا لزوار غرباء ،وملتقى لجنسيات بائسة :يفرغون كبتهم بحساب فرق العملة .
كم كان العراقي كريما ومحترما في خارج العراق،وكم أصبح مبتذلا بعدما سحقت سلطة البعث كرامته ليعيش ذليلا في دول البؤس العربي.
كم أصبحت أعداد العوانس ،والأرامل ،والأيتام .
كم كانت الأسر العراقية تحافظ على منظومة أخلاقية متماسكة ،وكم تفككت هذه المنظومة بتشجيع البعث العراقيين على عادات وأخلاق ليست فيهم ،أنهم شجعوا الزوجة لتغدر بزوجها ،وتكتب عليه التقارير لمصلحة السلطة ،والابن يغدر بأبية ،والأخ بأخيه ،وكل هؤلاء يكرمون: على أنهم أبطال !!.
كم كان الشهادة العراقية محترمة في دول العالم ،وكم أصبحت بائسة بعدما أصبح عدي صدام ،وروكان رزوقي الاخرس، وعبد حمود ،وأبناء سبعاوي يضعون لقب دكتور قبل أسمائهم .
كان الشعراء العراقيون في المقدمة ،لحقهم المطربون والمسرحيون ،وبعد حكم البعث أصبح للغناء وللشعر وللسينما والأدب وظيفة واحدة وهي مدح (القائد) .
برز مسرح الكاولية بديلا عن مسرح يوسف العاني، وخليل شوقي ،وجعفر السعدي ،وفاروق فياض،وروميو يوسف، وزينب وناهده الرماح . ذابت كلمات البنفسج ،والريل وحمد، أمام (الله يخلي الريس الله يطول عمره)..
ضيعنا فرقة الفنون الشعبية والرقص، أمام ردح الكاولية وأمام ( الله ينصرك سيدي) .صرنا نجيد فن استنساخ الكتب والروايات المهربة إلينا من خارج العراق ،وضاعت إبداعات مبدعينا ،وكتابنا .تناقلنا كاسيتات محاضرات الشيخ الوائلي بحذر وسرية ،بعدما جزعنا من فتاوى (شيخ الجايجيك) عبد الغفار العباسي ، الذي كان يقدم برامج الدين من تلفزيون عدي.
صارت وتريات مظفر النواب حاضرة بشكل سري في كل بيوت من رفضوا سماع عبد الرزاق عبد الواحد ،ورعد بندر، ولؤي حقي، وهم: يؤلهون صدام!. وصرنا نقتفي اثر داخل حسن ،وحضيري ،وناظم الغزالي ،في نفوسنا أمام غزو تلفزيون عدي ومطربيه .
حتى الآثار والمقابر لم تسلم من البعث وصدام: خط صدام اسمه على طابوق بابل لتصبح بابل خارج تصنيف المناطق الأثرية بالمنظمات العالمية،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق