العراقي يضيع عمره بين نوم الظهر والمقهى والتفاهات !
خضير طاهر
نمط حياة الشعوب العربية والشرقية لايقل تفاهة عن نمط حياة العراقيين ، ولكن بما أننا نخاطب القاريء من على صفحات منبر عراقي ، فلابد من تخصيص الخطاب لأبناء شعبنا العراقي فهم الغاية والقضية الكبرى لنا ، في حياتنا حيث ينعدم وجود تقاليد نقدية اجتماعية ونفسية واخلاقية ، وتغيب عنا مبادرة مراجعة الذات ومحاولة اصلاحها ، نلاحظ سيطرة افكار نرجسية واوهام قومية ودينية وعشائرية باطلة على اذهان الناس مثل : نحن خير أمة أخرجت للناس ، واننا أولاد عشائر واصول وحسب ونسب واخلاق ، واننا نسير على دين الحق والصراط المستقيم ... الى آخر قائمة الأسطوانة السخيفة التي من نتائجها هذا الخراب الشامل للبلد والشعب !
وأريد في هذه المقالة التركيز على كيفية اهدار العراقي لسنين عمره ما بين عادة نوم الظهر ، والجلوس في المقهى لساعات طويلة ، والذهاب الى الحسينيات والمساجد ، وما بين القيل والقال ، فالعراقي لايعيش عمره مثل باقي البشر فهو تراه دوما ( تنبل ومسطول) كل يوم الظهر ينام ساعات طويلة من دون وجود حاجة فعلية حقيقية سوى العادة السيئة ومشاكل التغذية وصعوبة عمل الدورة الدموية ، فمن يأكل صباحا ( الباجه ، والباكله بالدهن ، والكيمر ، وكباب وتكه ومعلاك ) وفي وقت الظهر يأكل ( تمن ومركه ) و العشاء ( تمن ومركه ) ايضا مؤكد هذا النوع من التغذية يسبب تزايد نسبة الدهون في الدم وحدوث امراض الكولسترول ، وصعوبة توزيع الدم في الجسم وخصوصا الدماغ مما يسبب الشعور بالنحول والتعب والنعاس .
واني أضع امام المختصين فرضية علاقة ( انخفاض نسبة الذكاء وتزايد معدلات الغباء بين العراقيين ) نتيجة هذه التغذية الدسمة جدا التي تمنع وصول الدم الى الدماغ وبالتالي تؤثر على عمله وينتج عن هذا انتشار حالات الغباء ، وأتمنى ان تجرى دراسة علمية ميدانية احصائية للتأكد من صحة هذه الفرضية ، وارجو ألا أسمع من يردد ان العراقيين من أذكى الشعوب ، فلو كنا اذكياء لما وصل بنا الحال السيء الى هذا الإنحدار التعيس وضاع وطننا من بين ايدينا !
ومن التفاهات التي يشغل العراقي نفسه بها ويضيع عمره عليها القيل والقال واليكم طائفة منها على سبيل المثال :
- اليوم شفته ولبسته ما سلمت عليه .
- البارحة سمتعه حجاية وخليته يكمز .
- خزرته بنظرته خليته يدنج راسه غصبن عليه .
- والله العظيم إلا أدمره هل الحقير .
- البارحة الليل كله ماكدرت انام مااعرف شنو يقصد بكلامه .
- هذا الزمال اني ماعندي علاقة بي بس اشو شايل خشمه .
- هم صار براسه خير لمن جان زغير جان يشبع بسط بالمحله .
- الاخ يتعِقل ويتفلسف بس اني ماسكتت صجمته بحجاية .
- أويلي الله متحلفه شلون راح اطيح حظه .
- هذوله شنو قصتهم اشو دائما يمشون سوية .
- طلع موخوش ولد مو على ميي وميسمع كلام .
قائمة طويلة من الأفكار والمشاعر العدوانية المريضة يقضي بها العراقي يومه ، بحيث تجده عبارة عن كتلة من الكراهية والأحقاد التي تدمر صفاء ذهنه وراحة باله وهدوء اعصابه ، وكذلك تدمر علاقاته الاجتماعية ، وقد حذفت منها التفاهات التي تحكم علاقة العراقي بالمرأة .
والسؤال : اذا كان العراقي يهدر عمره بين نوم الظهر ، والجلوس في المقهى ، والحسينيات والمساجد ، والآن جاءت مناسبات عاشوراء ومواكب الزيارة واللطم ، وسابقا كان قسم من العراقيين يضيعون اعمارهم في بارات الخمر ، زائدا الزيارات الليلية المتبادلة مايسمى ( بالتعلوله ) ... واذا كان العراقي رأسه ممتليء بهذه الافكار والمشاعر العدوانية والاحقاد ، فإذا كانت حياته بهذا الشكل التافه والسخيف ... فلماذا نستغرب من هذا التخلف والصراعات والفساد والعمالة لأعداء وطننا طالما ان نمط حياتنا كله تقريبا خطأ ويسير عكس المنطق والعقل ومصالح المجتمع والبلد ، ومادامت حتى تغذيتنا ليست خاطئة فقط وانما هي خطرة على الصحة وتسبب مشاكل في الدورة الدموية وانتشار معدلات ( الغباء ) بين الناس !!
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق