الثلاثاء، ١٣ أيلول ٢٠٢٢

*اولا*، من غير المعلوم من هؤلاء ولا اين ولا متى. *ثانيا*، هل هذا هو المشهد العام لمشاية الاربعين، ام هي حالة شاذة؟ الأرجح أنها حالة شاذة، فالزوار بالملايين. *ثالثا*، لن تستطيع أية دولة ولا حتى وكالة الفضاء

*اولا*، من غير المعلوم من هؤلاء ولا اين ولا متى. 
*ثانيا*، هل هذا هو المشهد العام لمشاية الاربعين، ام هي حالة شاذة؟ الأرجح أنها حالة شاذة، فالزوار بالملايين. 
*ثالثا*، لن تستطيع أية دولة ولا حتى وكالة الفضاء الأمريكية أن تنظم مثل هذه المسيرة بافضل مما حصل ويحصل وسيحصل، وبالرغم من كل شيء. بل إن أردت تخريبها، ادخل دولة، اي دولة، فيها. وانما الحج والحكومة السعودية افضل مثال. 
*رابعا*، انا لست من هواة وصف بعض الأمور بأنها معجزات، ولكني وبيقين راسخ ومن ملاحظة طويلة وبنظرة موضوعية اقول *إن ما يحصل في زيارة الأربعين كل عام هو أقرب ما يكون إلى المعجزة، ان لم يكن فعلا معجزة*. وذلك مع الأخذ بنظر الإعتبار أعداد المشّاية من جهة وضعف البنى التحتية في العراق من جهة اخرى:
(أ) كان سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ قد حصل قبل فترة قصيرة من موعد اربعين الامام الحسين (ع) وقد خرج وقتها المشاية بإعداد هائلة لأداء زيارة الاربعين، ولا يخفى على من عاصر تلك الفترة صعوبة الظروف لبلد خرج من ٣ حروب مدمِّرة خُتمت باحتلال وفوضى عارمة. ومع ذلك *حصلت مسيرة الاربعين دون حوادث تذكر*. 
(ب) كلنا نسمع 'قراية' الحسين بضمايرنا والتي يذكر فيها كيف أن العباسيين كانوا يقطعون يد من يريد زيارة الحسين (ع)، ومع ذلك فلم يرتدع زوار الحسين (ع). كنت افترض أن ذلك مبالغات شاعر لإيصال الفكرة. ولكن في السنة الثانية بعد السقوط وبعد أن استشرى الارهاب، حصلتْ حادثة شاهدتُ تداعياتها بالبث المباشر. كانت الحشود تموج في صحن الامام الحسين (ع) حين حصلت انفجارات قريبة، يرجّح أنها كانت قذائف هاون. كان رد الفعل الفوري هو تبدد الحشود حتى فرغ الصحن تقريبا. ولكن ما أن مرت دقائق حتى عادت الحشود لتملأ الصحن المبارك. وقفتُ وقتها، وما زلت، مذهولا. ما الذي يدفع هؤلاء للمخاطرة بحياتهم متحدين الإرهاب واسياده!!! وعرفت يومها ان استرخاص قطع الأكف لأجل زيارة الحسين (ع) ليست من وحي شاعر ولكن حصلت وستبقى تحصل الى ما شاء الله. 
(ج) زيارة الأربعين عام ٢٠٢٠ حصلت في منتصف الجائحة وما رافقتها من مصائب ووفيات. خلال الاشهر السابقة للزيارة شهد العراق أعداد كبيرة من الاصابات والوفيات وربما كل منا فجع بقريب او صديق توفي في العراق من جرائها. وتجيء زيارة الأربعين ويخرج حوالي ١٥ مليون مشّاي للزيارة وكان المتوقع أن تكون ظروف المشاية الفرصة الذهبية للانتشار بينهم كالنار في الهشيم. وقد قمت باستعمال برامج احصاء واستنادا للمعلومات المتوفرة وقتذاك، فوجدت انه كان ينبغي ان يكون عدد الاصابات المتولدة من الزيارة حوالي ٥ ملايين بخلال ٣ اسابيع. وهذه ستتركز في الوسط والجنوب. ومع ذلك، فقد مرت بردا وسلاما ولم يحصل سوء! (ادناه المقال الذي كتبته وقتها بهذا الخصوص).

ولهذا يا اخوتي الكرام، فانا اقول من منطلقات موضوعية ان *العناية الالهية لهذا الامر اوضح من ان تحتاج للايضاح.* 

*ولهذا فلن تروني اهمل ملايين العلامات والاشارات والايجابيات لاركز على سلبية هنا واخرى هناك*.

وحتى ان كانت لي ملاحظة او اثنتين، فساحتفظ بها لنفسي. *فلولا الجذوة التي تغذيها نهضة الامام الحسين (ع) وكل ما يرتبط بها، ومنها زيارة الاربعين، لكانت داعش ترقص على رؤوسنا المقطَّعة الان*.

فلننظر للصورة الاكبر ونشكر الله على عنايته ورعايته.

والسلام على الحسين (ع) وعلى محُبِّي الحسين المخلصين وعلى من يستلهمون منه العزم ورفض الظلم ويتعلمون منه الشجاعة والعطاء.

والحمد لله رب العالمين

ابو نبا
١٢-٩-٢٠٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق