الثلاثاء، ١٣ أيلول ٢٠٢٢

يارة الأربعين بالأدلة والأسانيد

( *زيارة الأربعين بالأدلة والأسانيد* )

بسم الله الرحمن الرحيم
وردت زيارة الأربعين في مصادر معروفة ، فقد روى شيخ الطائفة الشيخ الطوسي (رحمه الله تعالى) في كتابه (تهذيب الأحكام ج ٦ ص ١٢٥ - ١٢٧) وهو أحد الكتب الأربعة عند الشيعة الإمامية ، وكتابه (مصباح المتهجد ص ٧٨٨) بطريقه عن صفوان بن مهران قال : (قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه : في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار وتقول : السلام على ولي الله وحبيبه ، السلام على خليل الله ونجيبه ، السلام على صفي الله وابن صفيه ... الخ) ، وكل من جاء بعده من العلماء والفقهاء سلموا بهذا النقل وبهذه الزيارة تسليم المطمئن غير المشكك والمتردد ، أمثال الشيخ الفيض الكاشاني (رحمه الله تعالى) في كتابه (الوافي ج ١٤ ص ١٥٨) ، والشيخ الحر العاملي (رحمه الله تعالى) في كتابه (وسائل الشيعة ج ١٤ ص ٤٧٨) ، والشيخ محمد بن جعفر المشهدي (رحمه الله تعالى) في كتابه (المزار ص ٥١٤) ، والسيد علي ابن طاووس (رحمه الله تعالى) في كتابه (إقبال الأعمال ج ٣ ص ١٠١) ، والشيخ محمد بن مكي العاملي الشهيد الأول (رحمه الله تعالى) في كتابه (المزار ص ١٨٥) ، والشيخ إبراهيم الكفعمي (رحمه الله تعالى) في كتابه (المصباح ص ٤٨٩) ، وكتابه (البلد الأمين ص ٢٧٤) ، والعلامة المجلسي (رحمه الله تعالى) في كتابه (بحار الأنوار ج ٩٨ ص ٣٣١) ، وغيرهم من الأجلاء ، علماً ان السند ضروري في أصول الدين وفروعه من الأحكام الإلزامية ، وأما غيرها من الآداب والأدعية والزيارات فهي مستحبة بنفسها بلا حاجة إلى إقامة دليل قطعي ، فزيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه مستحبٌ مؤكد سواء يوم عشرين صفر أو قبله أو بعده ، لكن ما وصل إلينا من رواية شريفة تؤكد ذلك في يوم الأربعين ، فإن زيارة جابر بن عبد الله الأنصاري(رضي الله عنه) وهو من صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله) في هذا اليوم ونعلم ان جابر كان كبيراً في السن وقدومه من المدينة الى كربلاء يعد له مشقة لكنه ـ أوّل من زار قبر الإمام الحسين(عليه السلام) بعد مرور أربعين يوماً من شهادته. ففيه دلالة واضحة على أنه سمع من النبي ان من زار الحسين في هذا اليوم ما له من الأجر والثواب.
يقول عطا مولى جابر: «كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم العشرين من صفر، فلمّا وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها، ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثمّ قال لي: أمعكَ من الطيب يا عطا؟ قلت: معي سُعد، فجعل منه على رأسه وسائر جسده، ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين(عليه السلام)، وكبّر ثلاثاً، ثمّ خرّ مغشياً عليه، فلمّا أفاق سَمعتُه يقول: السلام عليكم يا آلَ الله... »
أليس رجوع موكب السبايا من الشام إلى المدينة المنوّرة، وصلوا إلى مفترق طريق، أحدهما يؤدّي إلى العراق، والآخر إلى الحجاز، فقالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء ففي هذا دليل كاف على أن الامام السجاد عليه السلام هو أول من أسس لهذا اليوم وهذا ليس بمحض صدفة وانما فيه حكمة الإلهية ليكون شعيرة يحيها المسلمون حتى ظهور صاحب العصر والزمان . مثلما جعل سعي هاجر ام إسماعيل حينما سعت بين الصفا والمروة قد جعلها شعيرة وتعبد الله بها الناس إلى يوم القيامة وتسمى بأيام الله
سيد خالص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق