الاثنين، ٥ أيلول ٢٠٢٢

فهمي وقراءتي للموضوع والاحداث من لحظه صدور البيان للسيد الحائري ودور ايران ( سياسيا وبتجرد تام بعيدا عن البعد المذهبي في المسألة والانتماء اليه) وايضا موضوع التيار الصدري وقائده وما حصل وما زال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته  
فهمي وقراءتي للموضوع والاحداث من لحظه صدور البيان للسيد الحائري ودور ايران ( سياسيا وبتجرد تام بعيدا عن البعد المذهبي في المسألة والانتماء اليه) وايضا موضوع التيار الصدري وقائده وما حصل وما زال .
وسيكون على شكل ثلاث محاور مع ذكر بعض المقدمات ضمنيا. 
١- اعتزال السيد الحائري 
٢-مرجع الصدريين الحي لارتباطها بالمسالة الاعتزال .
٣-ما يقال ان التيار و سيد مقتدى انتهى سياسيا ودينيا.

١- اعتزال السيد الحائري

تعتقد ايران (سياسيا وارجوا ان لايتحسس الاخوه)- أو انها تروج لذلك- أن المرحلة الحالية و المقبلة خطيرة جدا و ستحدث فيها تغييرات دراماتيكية على مستوى العالم و أن وجودها مهدد بشكل مباشر وغير مباشر. و من التكتيكات الايرانية لمواجهة التهديدات صناعة اسلاك شائكة في مجالها الحيوي لمنع او اعاقة التهديدات المحتملة، و تعتقد ان مجالها الحيوي يمتد من اليمن الى سوريا و جميع الحكومات في هذا المجال هي اما حكومات فاشلة ضعيفة او مناوئة معادية، و العراق مصنف على انه فاشل ضعيف قد يتحول الى مناوئ، وهو في كل الأحوال يشكل خاصرة رخوة تهدد وجودهم (مع حسن الظن بالاخوة في ايران ان العراق لو تعافى بشكلٍ تام فان امكانيه استعماله كقاعده لمحاصره ايران بل واستعماله اداه للضغط عليها ان لم نقل ضربها وهو ما يدركه الطرف الايراني تماما) و من الاطراف المهمة في العراق التي تمثل تحديا لأيران و سياستها يبرز التيار الصدري و قيادته المتمثلة بالسيد مقتدى الصدر، فلا هم يستطيعون احتوائه و لا هم يريدون تصفيته. و قد حاولوا في الأزمة الأخيرة ممارسة شتى الضغوط عليه لتحييده او احتوائه فلم تمنع تلك الضغوط فلجئوا الى آخر سهم في كنانتهم ( المرجعية التي لا يستطيع السيد مخالفتها بسبب وصية والده و بسبب ماكان هو يدعو اليه في اعتراضه على الشيخ اليعقوبي و آخرينت( فالاخوة يعرفون من اين تؤكل الكتف )) و قد فهم السيد مقتدى الصدر الرسالة و عدها بمثابة انذار قوي لسحب كل المسوغات الشرعية لقيادته و حراكه و مايتمتع به من تأثير تمهيدا لتصفيته دينيا و اجتماعيا وربما جسديا، إن لم يتراجع عما هو مقدم عليه. أما لماذا فعل السيد الحائري ذلك، فأعتقد انه لايستطيع ان يخالف اعتقاده بولاية الفقيه، ويعلم الاخوه فقهيا ان هذا الرأي يقول قيمومتها على سائر العلماء طالما أن هناك من يدعو لها و هو مبسوط اليد مثل السيد الخامنائي فلا داعي لمزاحمته او تحدي ولايته، و السيد الحائري فقد اي فرصة للعودة الى العراق او التأثير في مجاله المرجعي فهو بمثابة الآيس من احداث أي تغيير، و حتى لو كان بيان الاعتزال ليس برغبته تماما او مفروضا عليه فلا أظنه سيفعل غير ذلك لو طلب منه.
٢-الصدريين من الجيل الاول معظمهم باقي على تقليد السيد الشهيد قدست نفسه، و منهم من كان يرجع للسيد الحائري و قد يتحول الى السيد الخامنائي(له راي سياسي او قل الاسلام الشيعي السياسي او السيد السيستاني(لا اطروحه سياسيه لاداره البلاد)، او الشيخ الفياض وغيرهم من علماء ايران او العراق . أما الجيل الجديد (وهم ليس بالقلة او ممن يستهان بعددهم )و الذين ولدوا بعد شهادة السيد الصدر الثاني فأظن انهم لا يعيشون هذه المشكلة لأنهم قد قلدوا إبتداءً احد المراجع الاحياء و متاح لهم البقاء او العدول بحسب توجهاتهم بل ان بعضهم لايعمل بالتقليد كما هو معلوم في الفقه الامامي ناهيك عن ما يسمى اصحاب القضيه (واعتقادهم الباطل في قائد التيار) .
وبالتالي يبقى اثر السيد الحائري ليس بالكبير لهم كمقلدين ولكن تاثيره الاكبر على قائدهم ولذلك رأيت رده الفعل في تغريدة واضحه محاولة الامساك بالعصا من المنتصف واضفاء نوع من الشرعيه وفقه اراء فقهيه بينه لاداعي لذكر عناوينها وتفاصيلها لمعرفه الجميع بها.

٣-التيار الصدري وثقله ولايوجد من يمكنه ان يقول انها بالامر الهين او لايمكن لها ان يكون الاثر الابرز في الواقع العراقي بعيدا عن كل انضباط او فوضى في التحرك السياسي و السيد مقتدى قوته من قوة جماهيره و طاعتهم له و تمسكهم به، و تحريك الجماهير و ربطهم به كقائد عملية معقدة فيها الكثير من العقيدة الدوغمائية و بعض الارتباطات المصلحية. وهناك عمل دؤوب على تفكيك هذه القاعدة بعمليات قيصريه و الاستحواذ عليها بقيادات جديده ( كمثال العصائب وحركه النجباء اذ تم اقطاعهما او انجابها من الجسد الصدري ). فمتى ما نجحوا في ذلك يكون قد ضعف سياسيا، أما من الناحية الدينية فبينه و بين الاجتهاد مراحل و من الصعب تخطيها وحرق المراحل دون استثناءآت وهي متعذره وبشدة (الا في حالة الادعاء، لاسمح الله )، لذلك فتأثيره الديني محدود. أما تأثيره الإيحائي و القيادة للناس فهي ليست عامة و واسعة و تقتصر على محبيه من اتباعه او قل يوجد القليل غيرهم. و هذا التأثير مرهون بالمراحل و المواقف و المصالح و عرضة للتحولات و الانقلابات.
لم اذكر الاطار وقياداته كافراد ومجاميع تفصيلا ولكن 
جميع الكتل السياسية و قياداتها ستضعف وربما تنتهي لكن في اوقات متفاوتة و بطرق مختلفة. و عموما الحركات التي ترتبط بالعقيدة و بمسوغات دينية قد تكون اعمق من غيرها و لكن التغييرات فيها تكون راديكالية اكثر من غيرها وهذا منطلق على الجميع .اعود لا قول ان التيار الصدري كان و مازال يتأرجح بين العقائدية و الشعبوية و المصلحية. و لم يحرص على التحول الى مؤسسة تعمل وفق الميكانزمات الصحيحة (مع شديد الاسف فالكثير يمكن ان يتم ولكن). فهو إذن يصارع الزمن و المنطق و لكنه يستفيد من غيابها في وعي جماهيره. فجماهير التيار الصدري ولا استثني غيره تعيش تحت وطأة الزمن و تأثير الوقائع و قليل ما تجري مراجعات عقلية او منطقية لحراكها و متبنياتها. البعض يؤمن باللطف الإلهي و التوفيق و ما إلى ذلك من غيبيات مع شديد الاسف فالايمان يجب ان يكون واعي والا ادى الى فعل غير محمود ولا اهتم الناس في نواياها . لكني اقول و بصدق أن لطف الله و توفيقه يرافق مستحقيه، واقول لكم اخوتي الكرام بحسب الواقع ليس هناك من العاملين في المجال السياسي من الوجود حاليا من قد يرافقه لطف و توفيق الله. فالأمور تجري وفق قواعد الدنيا و مصالحها. و التيار والاطار وبقيه الاحزاب فيما يتعلق بتبني القواعد و المصالح منهجهم العبث و الاستعجال و التزمت و عدم احترام التخطيط و التفكير. ولكم ان تتصورون كم قد يدوم عمر حركات تعمل على هذا الأساس.
سننه تبارك تعالى لا تتخلف وانتم ادرى مني بايات القران الكريم وكذلك قرائتكم للتاريخ وساترك لكم استحضارها لفهم ما جرى ويجري الان.
الامور جدا معقده وشائكه في الشان العراقي لدواعي كثيره جدا خارجيه وداخليه ، واهمها بعيدا عن تفصيل محاوله فهم الاسباب هو التغير الملحوظ لتركيبه النفس للفرد العراقي وطريقه التفكير والتطلعات للمستقبل وعيش الحاضر ،ولا ارى ان الاستقرار سيعم حاليا ولو انتهت حقبه اتت اخرى اصعب منها ويبقى الامل به تعالى وهو المرتجى.
تفضل بعض الاخوة مشكورين بذكر 
حاولت جاهدا الاختصار ،بعيدا عن التجاوز او الهتك مبتغيا فهما غير محمل بتحيز مسبق، ومن حضراتكم اعتذر لاي اطاله وخطا مطبعي. 
تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق