الثلاثاء، ٣٠ آب ٢٠٢٢

وقى الله الشعب العراقي شر الفتن كبيرها وصغيرها

وقى الله الشعب العراقي شر الفتن كبيرها وصغيرها، فإن فتن الحروب شر مستطير تُهلك الحرث والنسل، وتأكل الأخضر واليابس، تُذل الأعزاء وتفقر الأغنياء، وتحير العقلاء، وتفرق الأسر وتمزّق العوائل، وترمل النساء وتيتم الأطفال، وتُسيل أنهار الدماء، وتنزل الويلات والنكبات
وقد وصفها أمير المؤمنين( ان الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت يشبهن مقبلات ويعرفن مدبرات)،ولكل فتنة شعارا مقبولا لدى المفتونين . ان
هناك أشخاص همهم توظيف جماعات لتحريك الفتنة، لأغراض سياسية ، وتفريق المجتمع الشيعي بأيدي أعداء المذهب، وقد يكون هذا العدو من السياسين أنفسهم، الذين باعوا دينهم بحطام الدنيا، او قد يكون من أعداء مذهب أهل البيت عليهم السلام الذين ما وَهَنوا يومًا ولا ضيَّعوا دقيقة في إطفاء نور الاسلام. ولكل فتنة رجال ممن يدعون الدين لشرعنة أعمالهم متفقهون في دين الله تفقهًا سطحيًّا، يمازجون بين الحق والباطل، وبين المحكم والمتشابه ابتغاء الفتنة فقط؛ لذا ذمهم الله تعالى في كتابه العزيز، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ... ﴾ 
فالجهل أساس الداء، وعدو الإنسان اللدود؛ لأن الإنسان لو كان يعلم علمَ اليقين خطورةَ الفتن؛ من حيث إراقة الدماء، وانشقاق صفوف الناس، وعقوبتها في الدنيا والآخرة - لَمَا تجرأ بافتتان أحد أو إيقاظها، والعالم بحقيقة الفتنة تراه دائمًا محذرًا.
فإذا أقبلت الفتنة لم يرَها سوى العلماء، ومتى أدبرت أفاقت الجهلة"
إن أفضل شفاء لعلاج الفتنة والتوقي منها ، هو التمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وهي كتاب الله والمرجعية فالتمسُّك بهما خير سلاح للقضاء على الفتنة لأنهم الراسخون في العلم كما في قوله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
فإني لم أرَ شيئًا يفقَدَه المرء أو المجتمع في حياتهم أغلى من الأمن والاستقرار، ولم أرَ مصيبة أشد من الحرب بين الإخوة ورفقاء السلاح، فبها هلاك الصالح والطالح، فلنَقِفْ جميعا بكل ما نملكُه من الإمكانات والوسائل؛ لوقف هذه الفتنة العمياء الصماء ونكون صفا واحدا ونحن سائرون إلى زيارة المولى سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق