الأربعاء، ٣١ آب ٢٠٢٢

قصة مبيت الرأس الشريف للأمام الحسين عليه السلام في دير الراهب في منطقة حلب في سوريا من الأحداث المؤلمة في مسيرة سبايا الركب الحسيني في الشام

قصة مبيت الرأس الشريف للأمام الحسين عليه السلام في دير الراهب في منطقة حلب في سوريا من الأحداث المؤلمة في مسيرة سبايا الركب الحسيني في الشام
 
الحلقة الأولى :
كان جيش أبن زياد في طريقهم من الكوفة الى الشام يقودون سبايا الركب الحسيني من أهل البيت عليهم السلام من النساء والأطفال حاملين معهم الرؤوس الطاهرة الشريفة على الرماح نزلوا بعد حلب بموضع يقال له قنسيرين وعنده دير يتعبد فيه راهب أسمه دير ترسا ويقع هذا الدير حاليا على مرتفع يشرف على الطريق بين سوريا ولبنان فلما حل الليل نظر الراهب من صومعته فرأى الرأس الشريف للأمام الحسين عليه السلام مرفوعاً على قناة طويلة الى جانب الدير والنور يصعد منه الى عنان السماء فذهل الراهب للمنظر وجزع جزعاً شديداً
ًفقال : للعسكر ما الذي معكم  
قالوا : رأس خارجي خرج بأرض العراق فقتله عبيد الله بن زياد 
فقال : ما أسمه  
قالوا له أسمه الحسين بن علي 
فقال لهم الراهب : أبن فاطمة بنت نبيكم وأبن علي أبن عم نبيكم
قالوا له : نعم
فقال : تباً لكم والله لو كان لعيسى بن مريم أبناً لحملناه على أحداقنا وأنتم قتلتم أبن بنت نبيكم
ثم قال لهم : لي أليكم حاجة
قالوا : وما هي
فقال : قولوا لرئيسكم عندي عشرة ألاف درهم ورثتها عن أبائي يأخذها مني ويعطيني الرأس يكون عندي تلك الليلة فأذا رحلتم رددته إليكم فوافقوا فأدلى إليهم جرابين في كل جراب خمسة ألاف درهم وأخذ الرأس فغسله ونظفه وطيبه بمسك ثم جعله في قطعة قماش من الحرير وفي تلك الليلة رأى الراهب من الرأس عجائب وكرامات فسمع الراهب دوياً كدوي النحل وتسبيحاً وتقديراً فقال : صدقت الأخبار في قولها إذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دماً عبيطاً ولا يكون هذا الا في قتل نبي أو وصي نبي وبينما كان ينوح ويبكي قال : أيها الرأس المبارك كلمني بحق الله عليك فتكلم الرأس الشريف وقال : ماذا تريد مني
قال : من أنت 
فنطق الرأس الشريف وقال : 
أنا أبن محمد المصطفى أنا أبن علي المرتضى أنا أبن فاطمة الزهراء أنا المقتول بكربلاء
فبكى الراهب بكاءاً شديداً وقال : 
سيدي يعز والله أن لا أكون أول قتيل بين يديك فلم يزل يبكي حتى نادوه وطلبوا منه الرأس
فقال : يارأس والله لا أملك إلا نفسي فإذا كان غداً فأشهد لي عند جدك محمد أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ونزل من الدير وقال لهم : إني أحتاج أن أكلم رئيسكم بكلمة وأعطيه الرأس فدنا منه وقال له : 
سألتك بالله وبحق محمد النبي أن لا تعود الى ما كنت تفعله بهذا الرأس ولا تخرج الرأس من هذا الصندوق 
فقال له : سأفعل فأعطاه الرأس وظل يعبد الله على دين الأسلام وبقرب هذا الدير توجد مقابر ومشاهد للشيعة منها مقبرة أبن شهر أشوب صاحب كتاب المناقب المعروف ومقبرة أحمد بن منير العاملي ومضى شمر بن ذي الجوشن لعنة الله عليه بسبايا الركب الحسيني وفعل بالرأس مثل ماكان يفعل في الأول فلما دنا من دمشق طلب الجرابين فأحضرت بين يديه فلما فتحوا الجرابين فأذا الدراهم قد تحولت خزفية فنظروا في سكتها فإذا على جانبها مكتوب
{ لاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون } وعلى الجانب الأخر مكتوب { سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } فطرحوها في النهر ورحلوا إلى دمشق حسب ما جاء في كتب التاريخ المصدر : بحار الأنوار للعلامة المجلس ( ج/ 45 ص/ 185- 186 )
عظم الله أجوركم ...
أبو أحمد الفارس ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق