الاثنين، ٢٩ آب ٢٠٢٢

(الإمام السجاد في سطور )

 (الإمام السجاد في سطور ) 


السلام عليك  يا من  لم يشعر بألم الأسر ، السلام عليك  يا من رفض  رغد الحياة طالما ابيه الحسين قُتِل مذبوحا، السلام عليك يا من لا تغادر ذكراه فرار  عماته من خيمة  إلى خيمة ، السلام عليك يا من أهل بيته من الكوفة إلى الشام تُسبى ،وتحت وطأة أحفاد أكلة الأكباد تُرعى، الذين تسلطوا على  بلاد الإسلام  بدون حق أدنى، وجعلوا  المهاجرين  والانصار عبيدا وخولا ، للشجرة  الملعونة وقتلوا آل بيت النبي ولم يستكثروا عليهم فقط حق البقاء فوق الأرض الجرداء، وإنما حرموهم وفرة الماء وحق التمعن في أفاق السماء. مع ذلك، رغم  سبيهم ونقلهم من بلد إلى بلد على نوق هَزل وحمل رؤوس  رموزهم على رماح  لكسر إرادتهم .لم يثن  ذلك من عزيمتك، سيدي يابن الحسين ستبقى القيود التي في يديك رمزا مميزا ووصمة عار في جبين أبناء  الطلقاء عندما قلت  يا يزيد ما ظنك برسول الله لو رآنا على هذه الحالة  ، يا ابن الحسين لقد  كنت اسيرا  أكثر من اربعين يوما ، صامداً ومتمسكاً ،  لقد لقنتهم وغيرهم درساً بأن الكرامة  تنال بثبات العزيمة. ما جعلك مميزا هو أنك رفضت المساومة على حساب العزة والكبرياء .  كان كل همك استعادة  وتبيان الحقيقة  المسلوبة والشريعة  المفقودة. لقد فضحت بصمودك معاقل الطغيان وكشفت عورة النفاق الأموي  الدجال، الذي احتقر النساء قبل الرجال، واستعبد البشر . لقد سجنت انت وعماتك في خَرِبة من خربات الشام  وأنت فى ريعان الشباب لم تكن  خَرِبة  ‘الشام’ بالنسبة لك سوى نبراس  تتجلى بها مواقفك، انت المغصوب في حقك ،  والمهتوك  في حرمك وبالرزانة التي تنضح بها حكمتك،  بقوة إيمانك وصلابة مبدئك.‬ أيها الصامد ها هناك وراء القيود قد أذللتهم  وهم عاجزون  واخرستهم وهم ناطقون وأخجلتهم قوة وصلابة عباراتك، فأنت المعتصم دوما بحبل الحق،‮ ‬المنتصر‮ ‬لصوت‮ ‬العدل ‬ ‬ ، لانك من اهل بيت  كرسوا اعمارهم للدفاع عن الدين  حيناً بالكلمة وحيناً شاهراً السلاح. ما أقلقهم  وما اخوفهم حقاً هو عند مطالبتك بصعود تلك الاعواد لتتكلم فيه كلام  لله فيه رضا وللناس  فيه اجر وثواب  لتميز بين أبناء الطلقاء وبين العتره من ال احمد  لتجسد فى رغبتك تغيير المعادلة، ومطلب كهذا هو تحدي الى هؤلاء لم يتخيلوا  أن شابا  بمقتضى العمر يملك من الخطاب  لتغيير  المعادلة، تأوهت وتفوهت قائلا  (ايها الناس: اعطينا ستاً وفضلنا بسبع، اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين. وفضلنا: بأن منا النبي المختار والصديق والطيار واسد الله واسد رسوله ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول وسبطا هذه الامة). حاولوا جاهدين حيناً من أجل تطويعك وحيناً من أجل أن توافق بشكل ما على كل ما هو مرفوض . من خلف القضبان تمكنت من وضع الأسس الصحيحة . لولا ثباتك وعزيمة عماتك  لما أطلق سراحكم . خرجت من خربة الشام وقبضتك مغلولة كإشارة قوة وانتصار، ويدك ممتدة، تعانق السحاب. رغم المأساة وكبر حجم المعاناة، تواضعت وقبلت التعايش معهم بسلام. سامحت، صافحت وتصالحت، لأنك شعرت بأن التسامح يكمن في نفوس العظماء . طويت بيدك صفحات الذل والتمييز بهدف أن يعم العدل  والسلام. 

خلال امامتك مدحك الجميع لكونك عملت خلال تلك الفترة على دعم أواصر التعايش، المحبة والمؤاخاة بين أبناء الإسلام .  كنت رجلا عاش شبابه وأفنى عمره رمز نضال ضد أعتى الطواغيت  لم تعرف له البشرية مثيلا في أي مكان وزمان. 

وداعاً ياسيدي، وداعاً بعد سبعة  وخمسين عاماً عملت جاهدا من أجل رفعت الدين  وكبرياء الإنسان، وانتهجت منهجا وهو الدعاء لتعلمنا كيف يتكلم العبد مع خالقه سلام عليك ياسيدي  وعلى أبيك الحسين وعلى عمتك زينب وعلى عمك العباس وعلى أخيك الأكبر ورحمة الله وبركاته





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق